ظاهرة الهجرة من إسرائيل وجماعة الشجاعة في الرفض
قضية أخرى: الذين يعيشون في الأحياء الراقية شمال تل أبيب، الذين يعيشون في حصانة وتحت أجهزة إنذار راقية هم الذين يهاجرون، هاجرت من أسرة بيجر وهاجر ابن بنيامين إلعيرز، وهاجرت ابنة رابين او ابنه، وآخر شيء ابنة المفكر اليهودي العربي المعروف: آينشتاين، هاجرت وهي تقول: هذا بلد لا يمكن أن نقيم فيه.
لاحظ! رغم توفر جميع وسائل الحماية، المستوطنات هذه غريبة جداً ولو كان عندي خريطة لشرحت للإخوة.
تتعجب كيف تبنى هذه المستوطنة، وكيف تحاط بالطرق، ثم يُعمل طرق التفاتية، ثم طرق على الطرق، فهي عمليات عجيبة، واحتياطات من أجل روح هذا المستوطن، والمستوطنون هم أصلاً مدربون على القتال، لديهم سلاح ومحروسون، وهناك عبارة تقول: كل شعوب العالم تملك جيشاً إلا إسرائيل جيش يملك شعباً.
هذا المستوطن ابنه يذهب إلى المدرسة محاطاً بالدبابات ويرجع وهو محاط بالدبابات، ويذهب إلى السوق والمقاهي محاطة بالدبابات، فكيف تتخيل حالة هذا الرعب؟ ثم في لحظة من اللحظات وإذا بالمجاهدين يقتحمون المستوطنة فهذا الذي يصيبه الوجوم، وهذا الذي يسقط ويتهاوى، كيف تكون الحياة؟
إذاً: هذا مجتمع رعب حقيقة، وكثير من الأحداث تحدث عنها بعض اليهود، وكأنك تستمع إلى فيلم من الأفلام من هول الصدمة، ويقول أحدهم: لا يوجد دولة في العالم يموت فيها اليهود يومياً إلا في إسرائيل.
المذيع: حتى شكلوا حركة الشجاعة في الرفض.
الشيخ: نعم لقد أتيت بنقطة مهمة جداً، ما معنى الشجاعة في الرفض؟ لماذا؟ لو أن جيشاً قاتل جيشاً فخسر مائة قتيل أو ألفاً فذلك أمر عادي، وهكذا المعارك، وتلك الأيام نداولها بين الناس، لكن لو أن جيشاً يجتمع مائة أو مئات ويصلوا إلى ألف ويوقعون عريضة مضمونها ألا نعمل ونرفض الخدمة، فهذا دليل على انهيار معنوي خطير جداً.
كل جيوش العالم في الحقيقة إنما تقاتل بالروح المعنوية وليس مجرد القضايا المادية، والقوى المادية تؤثر بلا شك، ولكن الروح المعنوية هي الأصل، والشجاعة في الرفض حركة أنشأها مجموعة من الضباط، وهي أول مرة في تاريخ إسرائيل، وذعر منها اليهود ذعراً شديداً.
وأشد من هذا الذين يتظاهرون الآن -تظاهروا قبل أشهر- يطالبون بانسحاب الجيش اليهودي من الضفة والقطاع، وكان يتزعمهم إيهود باراك وهو قائد سابق ورئيس وزراء سابق.
إذاً: وصلت القناعات إلى مستوى لا يمكن أن نتخيل أن تصل إليه القناعة.
أيضاً: هناك حركات منشقة: حركة السلام العام، أو حركات اليسار عموماً في إسرائيل متضعضع ومنقسم، كل هذه العوامل تدل على أن الانتفاضة فعلاً جاءت إلى هذه القلعة المليئة بالكنوز وبالأمن والرخاء والرفاهية ولكنها تصدعت، وسوف تتهاوى بإذن الله تبارك وتعالى.